القدس عاصمة الخلافة الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


القدس عاصمة الخلافة الاسلامية
 
الرئيسيةمكتبة القدسأحدث الصورالتسجيلدخول
العين من النظرة إلى الدمعة في الشعر العربي  Support

 

 العين من النظرة إلى الدمعة في الشعر العربي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهرة المدائن
عضو فعال
عضو فعال
زهرة المدائن


السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/06/2010

العين من النظرة إلى الدمعة في الشعر العربي  Empty
مُساهمةموضوع: العين من النظرة إلى الدمعة في الشعر العربي    العين من النظرة إلى الدمعة في الشعر العربي  I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 16, 2010 1:57 am

العين من النظرة إلى الدمعة في الشعر العربي


العين عضو عجيب، ومركز لأهمّ حاسّة من حواسّ الإنسان الخمس؛ بها تدرك المرئيّات بأحجامها وأشكالها وألوانها.

والعين هي الباصرة، وتطلق على الحدقة، أو على مجموع الجفن، كما تطلق أيضاً على حاسّة البصر، نقول: "هو قويّ العين" أي حاسّة بصره قويّة،

وتسمّى العين أو ما دار بها محجر بفتح الميم أو كسرها، وقد تطلق عليها كلمة مقلة، وهي شحمة العين أو السواد والبياض منها، فتتكون للعين ذاتها. وإنسان العين ما يُرى في سوادها أو سوادِها نفسه، واللَّحْظ باطن العين، أو النظر بمؤخرّتها،

ويتبع المحجرَ الجفن، وهو غطاء من أعلى إلى أسفل، ويُسمّى رَمْشاً، أمّا الرَّمش فهو تَفتّل في أصول شعر الجفن، وهو غير مُستحبّ
والهُدْب أو الهُدُب فهو شعر أشفار العين، ويكون جماله في وَطفه: أي طول أشفاره وتمامها،

والحاجب: العظم فوق العين بلحمه وشعره، وقد ذمّ فيه كثافة الشعر واتصال الحاجبين، وهناك معانٍ كثيرةٌ على المجاز وليس على أصل الوضع، ولا حاجة لتتبعها هنا.

العين فيها أو منها أو ممّا يتبعها آياتٌ من السحر والجمال تصوغها أجزاؤها أو ألوانها أو صفاؤها وبريقها أو سعتها أو نظراتها أو دموعها أو بسمتها.



إنّها أكثر الأعضاء تأثراً وتأثيراً، فهي تتأثّر بما تقرؤه في الآخرين، وتؤثّر فيهم حين تقرؤها عيونهم، تتأثر فتخلف في ذات صاحبها الحزن أو السرور، وتؤثر، فتهيج ما كان دفيناً في الآخرين، بل لها قدرةٌ قويّة على اختراقهم لتصل إلى مكنونات نفوسهم؛ إضافة إلى أنّها هي نفسُها تكشف عمّا في نفس صاحبها من المعاني والدّلالات الكثيرة،



إنّها تملِك قدرة عجيبة على التعبير عن المشاعر والمعاني المتضادّة: الحبِّ والبغض، الحنان والقسوة، الألفة والجفوة، الحزن والفرح، الغضب والرضا، القبول والرفض، السعادة والتعاسة، الحسد والقناعة، الصدق والرياء. إنها تبتسم: "عيناك حين تبسمان... تورق الكروم"([1]) وتضحكان:

تضحك عيناك وإن جدّتا
لا سحر في عينين لا تضحكان([2])

وهي تحزن، فتستنزفها الدمعة حتى الدنف والعمى، قال تعالى: (وتولّى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيم)([3]).

وهي قادرة على بعث الأمل والحياة، وقادرة على بَذر الموت والردى، وهي المخلوق الضعيف، وقد خصّوها بلغة هي لغة العيون، إنّها لغة ليست ككلّ اللّغات، لغة يقرأ بريق سطورها العشّاق والمحبّون وأصحاب القلوب المتيّمة، ومن أوتي حظاً من رهافة الحسّ، فتميت أو تحيي، لكنّ لغتها أحياناً تكون فاضحة إذا ما وقعت عليها عيون الكاشحين، حتّى عيون هؤلاء لها لغتها المؤذية، فتصيب الإنسان بالعين، فإذا أمِنَ شرّها بات قرير العين، فكنّوا بقرّة العين عن الفرح والحبور، قال تعالى: (هل أدلّكم على من يكفله فرَجَعْناك إلى أمِّكَ كي تَقَرَّ عينها)([4]). أي تفرح وتسرّ بلقائك،

وقد يكنّى بها عن الرياء، فيقال: "هو عبد عين أو صديق عين". يخدمك أو يصادقك رياء، أنشد الجاحظ([5]):

ومولى كعبد العين أمّا لقاؤه
فيُرضى، وأمّا غيبه فظنون

وقد يكنّى بها عن التجسّس، فيقال: "فلان عين على فلان". أي ناظر عليه.

والعين من أكثر الأعضاء تعرّضاً للهجوم، فيدعى عليها بالقلع والعمى والفقء، وقد يكون الفقء معنويّاً، فيقال: "فقأ عينه، أي صكّه وأغلظ له، ويكنّى بها عن الغالي المحبّب إلى النفس، فيقال: "أنت عيني"، كما يكنّى بها عن الطاعة والموافقة، فيقال: "على عيني" وهي موطن الرعاية والصون، قال تعالى: ( وَلِتُصْنعَ على عيني)([6]).
أي لتربّى بمراقبتي أو بمرأى منّي وحفظي.
وعند امرئ القيس في فرسه: "وبات بعيني قائماً غير مرسل". وهي موطن الرؤية اليقينيّة، قال تعالى: (ثُمَّ لترونَّها عين اليقين)
([7]). أي مشاهدة العين، كما هي موطن التبصّر والهداية، قال تعالى: (ألم نجعل له عينين)([8]). أي عينان يتبصّر بهما طريقي الخير والشرّ، وقد تكون سبيلاً إلى المحرّمات، فتختَلس النظر إليها، قال تعالى: (ولا تمدّن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم)
([9]).
كما يكنّى بها عن السخرية: "العين تطرقك ما أفهمك".



نلاحظ من هذا التقديم كثرةَ الدلالات المجازيّة في استخدام العين، فماذا يعني المجاز، وماذا تعني كثرة الدلالات؟

إنّ كثرة الدلالات تكشف عن اهتمام واضح بالعين، وعن مكانة رفيعة لها عند الناس، وعن إعجاب كبير بها، فإذا كان هذا شأنها بعامة، فما هو شأنها عند الشعراء؟
وهم الأقدر على استجلائها وكشفها ورصد معانيها، وما تبوح به، وما يأتلق فيها من سحر، أوجعهم، أو أسعدهم: أوجعهم فأحرق مهجهم، فإذا هم صرعى فتنته، أسعدهم ففرش الأمل في درب حياتهم ، فإذا هم ينعمون بالسعادة تغمر قلوبهم. لذلك وصفوا جمال العين، وسحر نظرتها، وفتور طرفها، وما تهمي به من دموع تفعل فعلها في النفس، فتكوي القلوب، أو تذيبها لهفة وشوقاً، وسأقف على ذلك مُصعّداً مع المعنى والصورة.

([1]) - أنشودة المطر لبدر شاكر السياب.

([2]) - بدوي الجبل ـ الديوان.

([3]) - سورة يوسف ـ الآية (84).

([4]) - سورة طه ـ الآية (40).

([5]) - أساس البلاغة ـ الزمخشري.

([6]) - سورة طه ـ الآية (39).

([7]) - سورة العاديات ـ الآية (7).

([8]) - سورة البلد ـ الآية (Cool.

([9]) - سورة الأنبياء ـ الآية (13)





يتبع




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة المدائن
عضو فعال
عضو فعال
زهرة المدائن


السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/06/2010

العين من النظرة إلى الدمعة في الشعر العربي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العين من النظرة إلى الدمعة في الشعر العربي    العين من النظرة إلى الدمعة في الشعر العربي  I_icon_minitimeالخميس أغسطس 19, 2010 9:10 am

وصف العين:

1 ـ الاتساع والبريق والصفاء:

راح الشعراء يتلمّسون معاني الجمال الآسرة في العين متتبّعين مظاهرها، فأعجبوا بالعين الواسعة الصافية التي يشعّ بريقها، الواسعة في غير جحوظ، والصافية وقد نفت عنها أيّ قذىً يسيء إلى صفائها، أو يعكّره، وقد تلألأ ضياؤها، قال طرفة في وصف عيني ناقته([10]):

وعينان كالماويّتين استكنّتا

بكهفَيْ حَجاجي صخرة قلتِ موردِ([11])

طحوران عوّار القذى فتراهما

كمكحولتَيْ مذعورة أمّ فرْقد([12])

إنّ عينيها كمرآتين في الصفاء، وهما في غؤور يعلوهما حاجبان صلبان، وقد شبّه صفاءهما بصفاء ماءٍ في نَقرةٍ، وقد نفتا عنهما القذى في شدّة اتّساع، إنّهما كعيني بقرةٍ وحشيّةٍ لها ولد، وقد أفزعها صائد، وبهذا لم يَخْفَ على الشاعر ما ترجمته عيناها من ردّ فعلٍ غريزيٍّ ـ إن صحّ التعبير ـ فيما تنازعهما من الخوف والحنوّ لينعكس ذلك سعة في عينيها مع شدّة بريق، وفي مثل هذه الحال تكون العين أكمل ما تكون عليه من اتّساع وبريقٍ يضفيان عليها سحراً وجمالاً، وقد نفت عنها أيّ قذىً، فسلمت من الحُزن والرَّمدَ، قال جرير في حديثه عن أ طلال الحبيبة([13]):

وقد عهدنا به حُوْراً مُنَعّمة

لم تلق أعينها حُزْناً ولا رَمَدا

عينٌ صفت، فلا احمرار حزن فيها، ولا رمد يذهب بريقها. هذه العين كلّما اتّسعت زادها الاتساع جمالاً لذلك نفروا من العين الحوصاء والخوصاء: الضيّقة في غؤور.

هذه العين الواسعة أعجب بها الشّعراء، فسمَّوها عيناً نجلاء، وقد اتّسعت في حسن وقلّما سلموا من طعناتها، تلك الطعنات التي أصمّت قلوبهم، قال أبو دريد([14]):

ليس السّليم سليمَ أفعى حَرَّةٍ

لكنْ سليمَ المقلة النجلاء([15])

وكيف للمرء أن يسلم، وهي العين النّجلاء أشدّ فتكاً من أفعى حَرَّةٍ، إنّها تقتل حين ترمي، قال عمر ابن أبي ربيعة([16]):

وأقبلنَ يمشينَ الهوينا عشيّة

يُقتّلنَ من يرمين بالحدق النُّجل

2 ـ اللون:

إذا كان اتساع العين وصفاؤها وبريقها، وقد سلمت من أيّ قذىً أو مرض، هي من معاني الجمال التي استهوت الشعراء، فإنّ في لون العين آياتٍ من السحر تتجاوز كلّ وصف، وقد تباينت أذواقهم في ذلك.

ـ العين الدعجاء:

الدَّعَج والدُّعْجَة السواد، وقد عرّف الثعالبيّ في فقه اللغة العينَ الدعجاء بأنّها شديدة السواد مع سعة، وقد أورد قولَ ذو الرُّمَّة([17]):

حتّى بدت أعناق صبح أبلجا

تَسُور في إعجاز ليل أدعجا

فالبلج لبياض الصبح، والدعج لسواد الليل، وهذا لا يتّفق مع ما أورده الزمخشريّ في أساسه حين عرّف العين الدعجاء بأنّها شديدة السواد شديدة البياض. إنّه الدّعج سيف ينازل العشّاق، قال السلطان النبهانيّ([18]):

لقد سللتِ سيفَ جفنٍ أدعج

على هُمام أروع مُتوَّج

لكنْ على الرغم من أنّه سيف يتمنّى الشعراء نظرة إليه، يقول أيضاً:

راية يا ذات الخِبا والهودج

وربّة الطوق وذات الدُّمْلُج([19])

والخدّ والطرف الكحيل الأدعج

هل نظرةٌ لعاشقِ مُهَيَّج

هذه العين هام الشّعراء بفتنتها، فعند صاحبتها يكون الفرج إن هي أذعنت، أو الموت إن هي دلت وغَنجت، قال الشّاعر:

أمليحة الدَّعَج!

ألديك من فرج؟

أم أنتِ قاتلتي

بالدّلّ والغَنَج([20])
[color
=blue]
[/color]



([11]) - الماويّة: المرآة، استكنّتا: هدأتا، الكهف: الغار، الحجَاج: العظيم المشرف، القلت: النقرة، المورد: الماء هنا.

([12]) - الطحر والطرح واحد: الإبعاد، المكحولتان: العينان أنزل العين، محلّ الكحل على الإطلاق، الفرقد: ولد البقرة الوحشيّة.

([13]) - جرير (حياته وشعره) ص264.

([14]) - الأمالي: ج1، ص231 ـ 232.

([15]) - الحَرَّة: أرضُ ذات حجارةٍ نَخِرَةٍ سودٍ.

([16]) - تطوّر الغزل د. شكري فيصل، ص514.

([17]) - فقه اللغة للثّعالبيّ.

([18]) - ديوان السّلطان النّبهانيّ، ص87.

([19]) - الدُّمْلُجُ: حليٌّ يلبس في المعصم.

([20]) - الدّلّ: التَّغنّج والتّلويّ، الغنج: التدلّل.

يتبع
[/center][/size][/color]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العين من النظرة إلى الدمعة في الشعر العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
القدس عاصمة الخلافة الاسلامية :: ( ¯°·._القسم الأدبي_.·°¯ ) :: منتدى خاص بالشعر والخواطر-
انتقل الى: