تقرير خطير يتحدث عن شهادات مذهلة للمختطفين في سجون عباس

أجناد الإخباري : كشفت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا عن شهادات حية لمختطفين تعرضوا للتعذيب والتحرش على يد ميليشيا عباس في الضفة المحتلة وبينت المنظمة في تقريرها الذي أصدرته بمناسبة " اليوم العالمي لمناهضة التعذيب " أن إنتهاكات سلطة حركة فتح تطال كافة مناحي حياة المواطنين السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية مؤكدةً أن الإنتهاكات تتم وفق الإنتماء السياسي في خرق فاضح لكل المواثيق والاعراف الدولية والنصوص التي تضمنها القانون الاساسي .

واستغربت المنظمة من ممارسات أجهزة عباس الغير مبررة التي تتضمن إذلال للمقاومين الذين امضوا زهرة شبابهم في سجون الإحتلال واحالتهم إلى محاكم جنائية جنبا الى جنب مع اللصوص والقتلة والتحايل على القانون وإحالتهم الى محاكم عسكرية وفصلهم من وظائفهم .

وتركت المنظمة في تقريرها الحديث لضحايا التعذيب الذين تحدثوا عن تجاربهم تحت التعذيب في سجون أجهزة عباس مطلقين العنان لصرخاتهم واهاتهم ومطالبين بإطلاق سراح كافة المختطفين وبوقف الممارسات الوحشية بحق المواطنين الآمنين وتقديم مرتكبي هذه الجرائم للعدالة والمحاكمة.

وقد تضمنت هذه الشهادات حقائق مذهلة منها ما هو مكتوب بخط اليد سربت من داخل السجون تروي ما يتعرض له المعتقلين من انتهاكات خطيرة في غرف التوقيف أو في أقبية التحقق ومنها شهادات للضحايا بعد الإفراج عنهم أو من أهالي المختطفين.

كما أشارت المنظمة إلى أن إعلان سلطة عباس وقف التعذيب في العام الماضي ما هو إلا خداع ومراوغة حيث لا زال التعذيب يمارس بشكل منهجي وعلى نطاق واسع ،ويتعرض المعتقل لتعذيب أشد إن هو صرح بذلك ونشر ما حدث له.

وحملت المنظمة كل من محمود عباس وسلام فياض المسؤولية الكاملة عن انتهاكات الأجهزة الأمنية التي لا يمكن بأي حال من الأحوال السكوت أو الصفح عنها ودعت المنظمة الإتحاد الأوروبي الداعم الرئيس لأجهزة لعباس بممارسة دور لكبح جماح هذه الأجهزة التي وصلت ممارساتها مدى لايطاق .

مقتطفات مما ورد في تقرير المنظمة
الضحية "أ " الذي نشرت المنظمة نبأ محاولة اغتصابه وتعذيبه يروي قصته بعد الإفراج فيقول "تم اعتقالي يوم الخميس 22/4/2010 وبدأ التحقيق معي يوم السبت، حيث تم شبحي على كرسي صغيرة من يوم السبت المغرب إلى صباح اليوم التالي، ويوم الاحد جاء المدعو "ع "، وقام بتعصيب عيني ودفعي بشكل عنيف إلى غرفة بالمقر، وبدأ بصدمي بالواجهات، حيث لم اكن أرى أمامي، وأدخلني إلى غرفة، وبدأ يأمرني بالوقوف والجلوس، واستمر في ذلك طويلا، حتى لم أشعر برجلي، ولم أستطع أن أكمل، فجلست على الأرض من التعب، فاقامني ووضع رأسي على الحائط ويداي خلف ظهري، وفرق بين رجلي. وجسمي كله مرتكز على رقبتي ورأسي ثم بعدها سقطت ولم أستطع، فأرجعني مرة أخرى للوقوف والجلوس الصعود والنزول، حتى لم أستطع وجلست، وبدأ يركلني برجلي، فلم أقم فرفعني، ووضع ظهري على كرسي ورأسي ورجلي على الأرض تسمى شبحة الموزة، حتى لم أشعر بظهري، وبدأت أصرخ، حيث كان يخبط على رجلي، لأبقى بهذه الوضعية، ثم رفع رجلي عن قدمي، فهويت على الأرض، ثم قام بربطي على شباك عرضه مترين، وارتفاعه متر عن الأرض، حيث ربط يداي في زوايا الشباك، ورفعني عن الأرض، فأصبحت معلقا في الشباك على شكل صليب، وكانت قدماي مرتفعتان عن الأرض.
ويتابع المختطف وراية ما جرى معه فيقول " بعد فترة أصبح جسمي ينحني نحو الأرض، وبدأت أحس أني أختنق، وبدأت أصيح من جديد، فلم يرد علي، ولم يلق لي بالا، وبعدها لم أستطع الكلام، والتنفس كان بصعوبة، فلما رأى أني سأختنق، قام بحلي، فلم أشعر أن لي يدين، ثم أرجعني، إلى وضعية الوقوف والجلوس المتكرر، بعدها بأيام بدأت أشعر أن ظهري قد انقطع، حيث كنت معلق بالشباك، بيدي المربوطتان خلف ظهري بكلبشات حديدية، وعيناي معصوبتان، وكذلك مربوط بكلبشات في رجلي، فجاء" ر" ومعه شخص آخر يدعى أبو علاء وهو مساعد المدير، فقلت لهم: ظهري يؤلمني بشدة، فقالوا لي: لا تصرخ، فقلت لهم: لا أحتمل الألم، وبدأت أصرخ فقالوا لي: سلِّم سلاح، وستنزل، فقلت لهم: لا يوجد عندي سلاح، فرفضوا وأمروا العسكري الموجود بوضع قطعة قماش في فمي، حتى لا أصيح، وذهبوا وتركوني، ورجعوا بعدها، حيث أني كنت في غرفة مغلقة، وبدؤوا يقولون لي: ستموت أو تنهي الموضوع، فقلت لهم: لا شيء عندي، ولا يوجد أصلا مواضيع، حيث أنهم أزالوا عن فمي العصابة، وبدءوا يحققوا معي وأنا معلق على الشباك... ثم خرجوا وأغلقوا علي الباب، بعدها فقدت وعيي، ولم أصحو على شيء مطلقا، فقدت وعيي وأنا معلق في الغرفة وحدي ولم يكن أحد عندي، وأفقت وهو يؤذن لصلاة الفجر.


كذلك ورد في تقرير المنظمة شهادة لعائلة المختطف هايل السويطي الذي اختطف قبل حوالي أسبوع حيث أفاد ذووه " أن قوات الاحتلال قاموا باقتحام المنزل في منتصف الليل وعندما دخلوا الى البيت توجهوا لهايل بسؤال " هل السلطة الفلسطينية استدعتك ؟" فرد هايل لا " فقالوا له " طيب مش مشكلة " وغادروا البيت.وسط استغرابنا لأنه في كل مرة يقتحم الإحتلال المنزل بتم اعتقاله، وفي اليوم التالي وعند منتصف اللبل قامت قوات كبيرة من السلطة الفلسطينةة باقتحام المنزل ،عدد كبير منهم ملثم ومسلحين بأسلحة اوتوماتيكية وهراوات حبث قاموا بنشر الرعب وسط العائلة وقاموا بتفتيش المنزل واعتقال هايل واقتياده إلى مقر الأمن الوقائي في الخليل ومنذ ذلك التاريخ لم نعلم عنه شيئا حيث منعنا من الزياره ولم يسمح لمحاميه بزيارته".
أما الصحفي عامر أبو عرفة فقد أكدت عائلته في شهادتها أن قوات من أجهزة عباس قامت بمداهمة منزلهم ليلاً في البلدة القديمة بمدينة الخليل بتاريخ 11/5/2010 وبعد ان تم تفتيش المنزل ومصادرة الكمبيوتر الخاص بعامر وبعض المقتنيات الشخصية تم اقتياد عامر الى مقر المخابرات في الخليل،وبعد حوالي أسبوعين تمكن والد عامر من زيارته بالسجن وعندما شاهد الوالد عامر لاحظ عليه الإعياء الشديد وعدم قدرته على الوقوف على قدميه خائر القوى وبدا واضحا ان عامر يخضع لتعذيب شديد".

كما تحدثت المنظمة في تقريرها عن محاكمة المختطفين وعرضهم على محاكم عسكرية العسكرية حيث لا تكتفي أجهزة عباس بالتعذيب، فبعد مشوار التعذيب الوحشي يحول المختطفون إلى محاكم عسكرية ويحكم عليهم بالسجن الفعلي لسنوات ويودعون في معتقلات لا تصلح للعيش الأدمي، وقد وصلت رسائل عديدة من المعتقلين في سجون عباس جماعية واخرى فردية يشكون فيها المعتقلين من ظروف الإعتقال القاسية ،والمعاملة الوحشية التي يلقونها من قبل جلاديهم حيث اكتظاظ الغرف وسوء الطعام كما ونوعا وضعف العناية الطبية والأحكام القاسية والتي لا تستند لأي قوانين، وقد عرضت المنظمة رسائل تم تسريبها من سجون عباس يشكون فيها من الظلم والتعذيب والمعاملة السيئة والأحكام العسكرية التي يتعرضوا لها، مطالبين الاهتمام بهم والضغط للإفراج عنهم حيث نشرت المنظمة رسالة تم تسريبها من سجن الجنيد في نابلس ورسالة من مختطفي قلقيلية ورسالة من المختطف أحمد عواد الموجود في سجن جنيد بنابلس.


وفي ما يتعلق بموضوع الفصل التعسفي على خلفية الانتماء السياسي فقد أكدت المنظمة وجود قرار سياسي بفصل المئات من الموظفين في مسعى لمحاربة الناس في لقمة عيشهم والتضييق عليهمم في ظل ظروف اقتصادية صعبة تحت الإحتلال ، وأشارت الى أن اجهزة عباس قامت مؤخرا وفق معلومات مؤكده بمسح أمني شامل للطلبة في الجامعات قبيل تخرجهم بسنة وإعداد قوائم سوداء بأسماء الطلبة الذين ينتمون لأطراف سياسية معارضة أو لهم تاريخ في مقاومة الاحتلال بحيث إذا تقدموا لطلب وظيفة يتم رفض استلام الطلب بناء على القائمة الجاهزة.