زهرة المدائن عضو فعال
السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/06/2010
| موضوع: المبعدون عن القدس والأقصى يستقبلون رمضان بكثيرٍ من الحسرة..! الإثنين أغسطس 16, 2010 1:14 pm | |
| القدس - الإثنين 16 / 08 / 2010 :- بكثيرٍ من الحسرة، استقبل المُبعدون عن مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني، شهر رمضان الفضيل، وقلوبهم ما زالت متعلقة بمدينتهم التي ولدوا ونشأوا وترعرعوا فيها، وبمسجدهم الذين لهوا في باحاته وساحاته ولواوينه وتعلموا في جنباته القيم الدينية والأخلاقية حتى بات المسجد بيتهم وملاذهم في كل وقتٍ وحين. ويقف في مقدمة المُبعدين عن المسجد الأقصى سماحة الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك، وهو الذي عمل في المسجد منذ أربعة عقود وارتبط اسمه بالمسجد المبارك. عمل الشيخ صبري داخل الأقصى منذ ما يزيد عن الثلاثين عاما؛ في مدرسته الشرعية أستاذاً فمديراً فخطيباً للمسجد الأقصى، ومُفتياً خاض معركة كبيرة لوضع مكتبه داخل المسجد الأقصى تأكيداً على السيادة الفلسطينية على المسجد، وبات الخطيب الأول للمسجد المبارك متناولاً كافة القضايا المتعلقة بالمدينة المباركة والمسجد الأسير، ومُنبها للكثير من المخططات الخبيثة والخطيرة للاحتلال الذي يستهدف المسجد والمدينة بشكل كبير. أبعدته سلطات الاحتلال مدة ستة اشهر، وقبل أن تنتهي المُدّة جدّدت له أمر المنع لستة أشهر أخرى، فضلاً عن حرمانه من السفر خارج البلاد. تُهمة الشيخ صبري، كما تهمة العديد من الشخصيات الاعتبارية الدينية والوطنية، هي التحريض ضد الاحتلال، وخاصة في خُطب الجمعة التي ينتظرها الكثيرون بشغف، وبإبعاده عن الأقصى تمكنت سلطات الاحتلال من قمع سائر خطباء هذا المسجد الحزين وباتت خُطب الجمعة روتينية وفي الكثير من الأحيان مُملة وبعيدة عما يجري في القدس والوطن. لم تقف إجراءات الاحتلال التعسفية عند الشيخ صبري؛ فقد سبقتها قرارات مماثلة للشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني؛ وهو الذي ارتبط اسمه بالمسجد وبات يُطلق عليه تسمية "شيخ الأقصى" لعمله المتواصل على اعمار ونُصرة المسجد المبارك. كما تم إبعاد حاتم عبد القادر مسؤول لجنة القدس بمكتب التعبئة والتنظيم بحركة فتح، تزامناً مع إبعاد الشيخ علي أبو شيخة من قيادات الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، والمهندس مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس وعضو الغرفة التجارية في المدينة، فضلاً عن إبعاد عدد ليس بالقليل من حُرّاس المسجد الأقصى والعاملين فيه لوقوفهم بوجه المتطرفين من اليهود الذين يحاولون أداء طقوسٍ تلمودية في باحات المسجد الأقصى، بالإضافة إلى القرارات التعسفية بحق نواب القدس ووزيرها السابق الذين يخوضون اعتصاما احتجاجيا منذ نحو الشهر ونصف الشهر بمقر البعثة الدولية للصليب الأحمر في القدس لكشف وفضح سياسات الاحتلال المتعلقة بإبعادهم عن منازلهم ومدينتهم القدس بعد اعتقالهم لسنوات!!. الشيخ صبري، من جهته، يؤكد أنه لا يوجد على الأرض أظلم ممن يمنع الناس من التوجه لاماكن عباداتها واعمار المساجد، مؤكداً أن هذه القرارات تكشف الوجه الحقيقي والبشع للاحتلال البغيض مطالباً، في الوقت نفسه، المواطنين الفلسطينيين ليس في القدس والداخل الفلسطيني وحسب، وإنما كل من يستطيع الوصول إلى القدس بالتوجه إلى المسجد الأقصى والصلاة والتعبّد في رحابه الطاهرة. كان من نتيجة دفاع الشيخ صبري عن الأقصى والقدس الحرمان من السفر ثم الحرمان والإبعاد عن المسجد الأقصى، وكذا الأمر بالنسبة للشيخ صلاح كان الإبعاد عن الأقصى ثم الإبعاد عن محيط أسوار القدس القديمة لمسافة 150 متراً، ثم الحرمان من دخول القدس بالكامل ثم بتلفيق تهمة تلو الأخرى وزجّه في سجون الاحتلال بعد محاولة فاشلة لاغتياله وهو على متن أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة. قرارات الإبعاد، سواء عن مدينة القدس، أو عن المسجد الأقصى، تم اتخاذها بموجب قانون الانتداب البريطاني لعام 1945م. وقرارات الإبعاد تعدّت الشخصيات الاعتبارية الدينية والوطنية وأخذت بُعداً عقابياً لكثير من الأسر والعائلات الفلسطينية المقدسية بإبعاد أبنائها الأطفال عن المدينة أو في أحسن الأحوال إبعادهم عن منازلهم لفترات طويلة، بقراراتٍ مزاجية وتعسفية لا يُقرّها مبدأ ولا قانون ولا دين، وهو ما حصل مع العديد من أطفال بلدة سلوان وأحيائها المختلفة، والتي كان آخرها طفلٌ قاصرٌ من عائلة غيث صدر بحقه قرار بإبعاده عن منزله ثلاثة شهور وهو لم يتم عامه الحادي عشر. إلى ذلك، لا يمكن ذكر قضايا الإبعاد عن القدس من قبل الاحتلال دون التأكيد على أنه لجأ لهذه السياسة منذ بداية الاحتلال حتى بلغ عدد المواطنين الذين تم إبعادهم عن مدينة القدس إلى خارج الوطن إلى نحو مائتي مواطن قضى العديد منهم فترات متفاوتة بسجون الاحتلال، وما زالوا مبعدين عن المدينة منذ أكثر من ثلاثين عاما، منهم الدكتور نبيه معمر، واسحق مراغة، ونواف الزرو، ومصطفى وزوز، وغيرهم ممن ارتبطت أسماءهم بنضالات كبيرة ضد الاحتلال. لكن بأتي رمضان هذا العام ليؤكد كل من طالته قرارات الإبعاد بأن ذلك مؤشر على نهاية المأساة وبزوغ فجر الحرية. | |
|