أوّاه يا دار الخلافة
أنّاة قلبي أرّقت لي مضجعي.....حرقت فؤادي إذ جرت من مدمعي
أوّاه يا دار الخلافة فاسمعـي.......نادتك ثكلى تستغيث لترجعـي
أوّاه نادك شيوخ لعجزهـــم....... هلاّ استمعت لصراخ الرّضع
من للحرائر إذ يهتّك سترهــا....... من لليتامي إذ تبيت ببلقـع
ضاقت ربوع الآرض لاتؤويهموا.....ناموا جياعا من اسى وتضرّع
صرخاتهم وبكائهم ونحيبهم.............. تعلو وأنّى تستقرّ بمسمع
من للفقير إذا استعان بمغتن............ يرديه فقرا فوق فقر مدقع
من للضعيف إذا استجار بظالم........ يكويه ضعفا فوق ذلّ مهطع
من للصّدوق إذا استخفّ بصدقه...... ويصدّق الكذّاب قول الجندع
من للأمين وقد تحكّم خائـن..........يغريه دوما كي يخون بمطمع
اسفي على دار الرّشيد وحصنه..........هدمت بأيدي كافر متترّع
واحسرتاه أبو الأمين مؤرّق... .....في القبر من جور العدوّ الإمّع
هل من نصير من رجال محمّد....... هل من ملبّ للنّداء ومسرع
هل من جاسور لا يهادن ظالما....... هل من منير للظّلام المجمع
هل من مجيب يا عساكر أقبلي...... دكّي العدوّ بصاعقات المدفع
هبّوا سريعا واستجيبوا داعيا... .....يبني الخلافة رغم أنف اللكّع
لتعود في دار الرّشيد خلافة.........ويسير في جيش مهيب مفزع
ونزفّ بشرى والعقاب مرفرف... يعلو ويخفق فوق أطهر موضع